هل تحتاج إلى هاتف اندرويد رائد .. أم ستوفر لك الفئة المتوسطة كل ماتحتاجه؟

مما لاشك فيه، تعدّ الفئة الرائدة من هواتف اندرويد الذكية مبهرة للغاية، ولكن لنكن صادقين، هل تحتاج إلى كل هذا؟ حيث بالمقابل، تقدّم الهواتف ذات الفئة المتوسطة كل ما يريده معظم الأشخاص، سواء كان الأداء القوي أو التصوير الممتاز، والأهم السعر الأرخص، عمومًا، إذا كنت تفضّل التطبيق العملي على الحداثة، فكل ما تحتاجه هو هاتف اندرويد متوسط المواصفات، وهنا نبين بالضبط  كيفية ذلك.

هل تحتاج إلى هاتف اندرويد رائد؟ أم الفئة المتوسطة لها كلمتها!

الأداء | تشغيل أثقل الألعاب /التطبيقات بأعلى أداء

 

إذا قارنا هاتف اندرويد رائد بهاتف اندرويد متوسطة المواصفات في اختبارات معايير الأداء المعروفة، فإن الرائد سوف يسحق المنافسة، ومع ذلك، هل ستتمكن من استخدام هذه القوة الرائعة عمليًا؟ بغض النظر عن مدى قوة هاتفك، فسيظل يشغل التطبيقات والألعاب الموجودة على متجر قوقل بلاي.

ولعل الألعاب والتطبيقات الأكثر استهلاكًا للموارد، مثل Genshin Impact وAdobe Lightroom وBlack Desert Mobile وAsphalt Legends Unite وما إلى ذلك، لها مواصفات موصى بها تبلغ 4 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي ومعالج Snapdragon 670 أو Snapdragon 845 لبعضها، وهذه المكونات عمرها تقريبًا من سبع إلى ثماني سنوات وتُشغّل الألعاب بشكل جيد.

بالمقابل، وهذه الأيام، تأتي معظم الهواتف متوسطة المواصفات مع 8 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي (UFS 3.1) ومعالج Snapdragon 7 Gen 3، وتحتوي بعض هذه الهواتف المتطورة، مثل Realme GT 6T، على 12 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي، وبالنظر إلى اختبارات معيارية لـ Snapdragon 7 Gen 3 و Snapdragon 845، فإن Snapdragon 7 Gen 3 أقوى مرتين تقريبًا.

كما ستعمل أي لعبة أو تطبيق على متجر بلاي بسلاسة بأعلى إعدادات الرسومات على جميع الهواتف متوسطة المواصفات الجديدة، ويمكنك تشغيل الألعاب بمعدل 120 إطارًا في الثانية (إذا كانت مدعومة)، والاستفادة الكاملة من شاشة 120 هرتز التي تدعمها أيضًا معظم الهواتف المتوسطة.

شاشة العرض | الشاشات لا يمكن تمييزها عمليًا

 

بدأت الهواتف متوسطة المواصفات في اعتماد تقنيات العرض المتطورة، في حين أن ميزات كفاءة الطاقة الإضافية وأحدث التطورات لا تزال محجوزة للهواتف الرائدة، والآن تتمتع الهواتف متوسطة المواصفات بنفس تقنية العرض الأساسية التي تمتلكها الهواتف الرائدة، مما يجعل تمييزها تقريبًا غير قابل للتمييز، وتتضمن مواصفات شاشة الهاتف الرئيسية الدقة ومعدل التحديث والسطوع ودقة الألوان ونوع اللوحة ودعم HDR، ودعنا الآن نقارن كل هذه المواصفات:

• الدقة:

تتمتع معظم الهواتف المتوسطة بدقة 1080 بكسل (Full HD +)، وعادةً ما يتمتع هاتف اندرويد الرائد بدقة 1440 بكسل (Quad HD +)، في حين أن هذا فرق كبير، إلا أن الفرق على شاشة الهاتف المحمول الصغيرة لا يُذكر، وإذا كانت الشاشة أقل من 6.7 بوصات (وهو ما يحدث في معظم الهواتف)، فلن ترى فرقًا كبيرًا بين الدقة.

• معدل التحديث:

120 هرتز هو معدل التحديث القياسي لكل من الهواتف المتوسطة والرائدة، كما ولا تدعم العديد من الألعاب والتطبيقات حتى 120 هرتز، لذا فإن معدلات التحديث العالية ليست منافسة كبيرة، في حين أن بعض الهواتف تدعم 144 هرتز مثل Motorola Edge 50 Fusion إلا أنها ليست مفيدة (على الأقل في الوقت الحالي).

• نوع اللوحة:

عادةً ما تحتوي كل من الهواتف المتوسطة والرائدة على لوحات عرض Super AMOLED، ومع ذلك، تحتوي الهواتف الرائدة على ميزات إضافية مثل LTPO، التي تضبط معدلات التحديث ديناميكيًا لتحسين كفاءة البطارية أو تحتوي على لوحة AMOLED محسّنة، بالتالي يفهم بأن الصور متشابهة تقريبًا في كلا النوعين من الهواتف، لكن الهواتف الرائدة أفضل في الحفاظ على البطارية.

• دقة الألوان والسطوع:

يرجع الاختلاف الكبير في دقة الألوان إلى تقنية اللوحة، ونظرًا لأن معظم الهواتف المتوسطة تستخدم Super AMOLED، فإن دقة الألوان مماثلة للهواتف الرائدة مع اختلافات طفيفة، ولسوء الحظ، لا تقدم معظم الشركات المصنعة تفاصيل تغطية مجموعة الألوان في المواصفات، لذا لا يمكن معرفة الفرق الدقيق.

ويعد الحد الأقصى للسطوع ميزة عرض مهمة أخرى لضمان إمكانية استخدامه حتى في ضوء الشمس المباشر، في حين أن الهواتف الرائدة عادةً ما تتمتع بسطوع أعلى مثل 1600 شمعة أو أكثر، إلا أنه ليس مطلوبًا.

كما وتعتبر الشاشات التي تحتوي على 1000 شمعة على الأقل قابلة للعرض في جميع ظروف الإضاءة، وعادةً ما تحتوي الهواتف متوسطة المواصفات على أكثر من 1000 شمعة (HDR)، وبعضها يصل إلى 1600 شمعة، مما يجعلها مثالية عمليًا لجميع حالات الاستخدام.

• دعم HDR:

يعد دعم HDR الأساسي شائعًا في معظم الهواتف متوسطة المواصفات، بينما يدعم البعض أيضًا HDR10+، مثل Samsung Galaxy A55، وعادةً ما تكون Dolby Vision مفقودة بسبب ترخيصها المتميز، حتى الهواتف الرائدة نادرًا ما تحتوي عليها، كما ويعد دعم HDR أكثر أهمية من النوع الذي لديك، وجميع الهواتف المتوسطة تحتوي عليه.

بشكل عام، تكون شاشات الفئة المتوسطة والفئة الرائدة متماثلة تقريبًا في الاستخدام العملي، مع اختلافات طفيفة فقط في المواصفات.

التخزين: 512 جيجابايت متوفرة الآن مع الهواتف متوسطة المواصفات

 

عندما يتعلق الأمر بالتخزين، فإن السعة والسرعة هما المواصفات الرئيسية التي يجب التحقق منها، بالطبع، تتفوق الهواتف الرائدة على الهواتف المتوسطة بكلاهما، ولكن كيف يترجم هذا إلى الاستخدام العملي؟ دعنا نكتشف ذلك:

• سعة التخزين:

تعتبر مساحة التخزين 256 جيجابايت هي الخيار المفضل لمعظم المستخدمين، حيث تلبي جميع الاحتياجات، ولهذا السبب تحتوي جميع الهواتف الرائدة تقريبًا على إصدار بسعة تخزين 256 جيجابايت، ولحسن الحظ، تحتوي معظم الهواتف المتوسطة أيضًا على إصدارات بسعة 256 جيجابايت، حتى لو كانت إصداراتها الأساسية 128 جيجابايت.

في حين أن إصدار 512 جيجابايت ضروري في الهواتف الرائدة، فهو متاح الآن أيضًا في الهواتف المتوسطة الأحدث، مثلًا، يعد Xiaomi Poco X6 Pro هاتفًا متوسط ​​المواصفات بسعة تخزين 512 جيجابايت وخيار ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 12 جيجابايت، فإذا كنت تريد هاتف متوسط يغنيك عن أي هاتف اندرويد رائد، فإن العديد من العروض من Xiaomi وMotorola وRealme لديها خيارات 512 جيجابايت.

أما خيار 1 تيرابايت، فهو نادر بعض الشيء في الهواتف المتوسطة، بينما تحتوي الهواتف الرائدة عليها عادةً، وهنا يحتوي هاتف Xiaomi Redmi Note 12 Turbo على إصدار 1 تيرابايت، لكنه استثناء. ومع ذلك، سيجد معظم المستخدمين أن 256 جيجابايت أو 512 جيجابايت (مبالغ فيها بالفعل) أكثر من كافية، لذا فإن هاتفًا متوسط ​​بسعة 1 تيرابايت ليس ضروريًا.

• سرعة القراءة/الكتابة للتخزين:

يُعد UFS 3.1 شائعًا في العديد من الهواتف المتوسطة الآن، مع استخدام البعض لـ UFS 4.0 أيضًا، كما ولا يوجد فرق كبير بين UFS 3.1 وUFS 4.0 في الاستخدام اليومي، حيث الوقت الوحيد الذي قد تلاحظ فيه الفرق هو عندما تنقل بيانات كبيرة من جهاز إلى آخر، وهو ما لا يؤثر على معظم الأشخاص.

كما كان لدى العديد من الهواتف الرائدة الحديثة دعم UFS 3.1، مثل Samsung Galaxy S23، لذا فهو ليس سيئًا، ولكن الميزة الأكبر لـ UFS 4.0 هي أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 46 بالمائة من UFS 3.1، مما يجعلها أخف على البطارية.

فإذا كنت لا تزال بحاجة إلى هاتف UFS 4.0، فإن هاتف Xiaomi Poco X6 Pro يحتوي على تخزين UFS 4.0، والعديد من الهواتف المتوسطة العليا كذلك، وعلى الرغم إنه نادر، إلا أنه ليس غائبًا.

الكاميرا: أفضل كاميرا هاتف ذكي ليست ضرورية

 

سأكون كاذبًا إذا قلت إن نتائج كاميرا هاتف اندرويد متوسط المواصفات جيدة تقريبًا مثل كاميرا هاتف اندرويد رائد، حيث لا توجد طريقة يتفوق بها هاتف متوسط ​​على كاميرا Galaxy S24 Ultra بدقة 200 ميجابكسل مع تسجيل فيديو 8K، وتكبير بصري 3x مع عدسة منظار مخصصة، وتحسين مشهد الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، قد لا “يحتاج” المستخدمون العاديون إلى أفضل كاميرا، أما بالنسبة للمصورين المحترفين أو مصوري الفيديو، حتى أفضل كاميرا هاتف اندرويد رائد لن تفي بالغرض، بالنسبة للآخرين، تعد كاميرات الهواتف المتوسطة أكثر من كافية للمهام الشائعة، مثل المشاركة الاجتماعية، ومسح المستندات ضوئيًا.

على سبيل المثال، توفر كاميرا Google Pixel 8a مستشعرًا رئيسيًا بدقة 64 ميجابكسل مع OIS وUltra HDR، إلى جانب عدسة واسعة للغاية بدقة 13 ميجابكسل، مما يجعله مثالي لالتقاط صور نابضة بالحياة ولقطات جماعية ومقاطع فيديو مذهلة بدقة 4K، كما أن معظم كاميرات الهواتف الذكية المتوسطة أكثر من كافية للاستخدام العملي، فإذا كانت جودة الكاميرا هي أولويتك، فإن كاميرا DSLR المتوسطة ستكون استثمارًا أفضل من الهاتف الرائد.

عمر البطارية: يدوم طويلاً أو أطول

 

تتمتع الهواتف الرائدة بالتأكيد بميزات أفضل لكفاءة الطاقة، مثل معدلات التحديث الديناميكية، و UFS 4.0، وما إلى ذلك، ولكن هذه هي حاجتها وليست ميزة، وبسبب التصميمات الأكثر نحافة مع بطاريات أصغر وميزات قوية، مثل دقة 1440 بكسل أو أنظمة SoC القوية، تعتمد الهواتف الرائدة على هذه الكفاءات لتدوم يومًا، من ناحية أخرى، تحتاج الهواتف المتوسطة إلى طاقة أقل ويمكنها بسهولة تشغيل بطاريات أكبر نظرًا لبنيتها الضخمة، في حين أنها أقل كفاءة في استخدام الطاقة، إلا أنها لا تزال تدوم طويلاً مثل الهاتف الرائد وأحيانًا حتى لفترة أطول.

على سبيل المثال، يتمتع كل من Google Pixel 9 Pro XL (الرائد) و Google Pixel 8a (متوسط) بخمس إلى ست ساعات من SOT (وقت تشغيل الشاشة)، على الرغم من أن Pixel 8a يحتوي على بطارية أصغر قليلاً.

بالطبع، هناك أيضًا هواتف رائدة وهواتف متوسطة تركز على البطارية، مثل OnePlus 13 (الرائد) وXiaomi Poco X7 Pro (المتوسط) التي تحتوي على بطاريات كبيرة بسعة 6000 مللي أمبير في الساعة ومتوسط ​​SOT يبلغ 12 ساعة، في النهاية، سواء حصلت على هاتف رائد أو متوسط، فإن توقيت البطارية سيكون متشابهًا بسبب احتياجات الطاقة المختلفة والكفاءة.

كما أن الهواتف الرائدة لا تتفوق على الهواتف المتوسطة في الشحن السريع، حيث تقدم العديد من الهواتف المتوسطة شحنًا سريعًا سلكيًا بقوة 90 وات أو حتى 120 وات، مع ادعاءات بشحن البطارية بنسبة 100% في 42 دقيقة، مثل Realme GT 6T أو Xiaomi Poco X7 Pro.

دعم ترقية نظام التشغيل | جميع التحديثات الضرورية بنصف السعر

 

يعد دعم ترقية نظام التشغيل أمرًا مهمًا يجب مراعاته عند شراء هاتف، لأنه سيحدد المدة التي سيظل فيها مواكبًا لأحدث التطورات، وبشكل عام، يحصل هاتف اندرويد رائد دائمًا على دعم لفترة أطول من الهواتف المتوسطة، في حين توفر قوقل دعمًا للتحديثات لمدة سبع سنوات لجميع هواتفها Pixel، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لجميع الشركات المصنعة.

ففي معظم الحالات، تحتوي الهواتف الرائدة على تحديث أو تحديثين رئيسيين للدعم أكثر من الأجهزة المتوسطة، على سبيل المثال، يحصل Xiaomi 14 Ultra (الرائد) على 4 ترقيات رئيسية، بينما يحصل Xiaomi Poco X7 Pro على ثلاثة.

ومع ذلك، بالنظر إلى نقطة سعر الهواتف الرائدة، هل يستحق الأمر حقًا ترقية واحدة أو اثنتين؟ حيث يمكنك بسهولة شراء هاتفين أو حتى ثلاثة هواتف متوسطة بسعر هاتف رائد، وبدلاً من التمسك بهاتف رائد لفترة طويلة، يمكنك شراء هاتف جديد متوسط ​بعد عامين إلى ثلاثة أعوام مع الاستمرار في توفير المال بشكل عام.

في النهاية، لا أحد يمنعك من الحصول على أفضل هاتف اندرويد رائد، لكن ضع هذه النقاط في الاعتبار عند التقييم، وبالطبع، شراء هاتف ذكي لا يقتصر على الهواتف المتوسطة أو الرائدة، فهناك هواتف لكل احتياج مثل هواتف الألعاب والهواتف الصغيرة والهواتف الاقتصادية وحتى الهواتف الذكية القابلة للطي!